شحرورة .. شحرورة للشاعر : سعود الأسدي

شُحرورة .. وشُحرورة
للشاعر : سعود الأسدي

شحرورةُ الفَنِّ ؟
أم شحرورةُ الفَنَنِ ؟
لكمْ أثارَتْ بما غنَّتْهُ لي شَجَني
بما تُغَنّيهِ فلبي صارَ مُرْتهناً
وليس منّيَ قلبٌ غيرُ مُْرتَهَنِ
يا ربةَ الشعرِ هاتي اللحنَ مُنسكباً
في سمع قلبي قبيلَ السّمْعِ في أذُني
فأنتِ غِرِّيدةُ الأشعارِ في وطنٍ
عشقتُهُ في العُلى عشقاً كما وطني
والعشقُ إن لم تكنْ روحُ الفتى ثمناً
له تُؤَدَّى يكنْ عشقاً بلا ثمنِ
حَمَدْتُ ربّي على أنّي حَييتُ إلى
هذا الزمانِ ،
وأرجو طيلةَ الزمنِ
يا ميلةَ الغُصْنِ ما أحلى تأوُّدَهُ
قلبي يرفُّ له ،
أفديهِ من غُصُنِ
لزَهْرِهِ حين أرنو نحوَ طلعتِهِ
أحسُّ تجتاحُ جسمي لذَّةُ الوَسَنِ
وإنْ غفوتُ أراهُ في المنامِ وقد
سرَىَ بروحيَ مَسْرَى الرّوحِ في بدَني
له محيّاً كبدرٍ قد أحاطَ به
ليلٌ فكانا كلُقْيا السّرِِّ بالعَلَنِ
وسُمْرةٌ الوجهِ شَهْدٌ هل علمتُ بما
قد خبَّأتْ من مذاقٍ قهوةُ اليمنِ ؟!
قد طوَّحَتْ بي مقاديري وأحْسَبُها
ما إنْ تكفُّ عن الإغراقِ في المِحَنِ
وفِتْنةُ الوجهِ من شحرورتي دفعَتْ
قلبي وروحي إلى العصيانِ والفِتَنِ
فإن سعيتُ إلى حُسْنٍ وشاغلَني
حُسْنٌ سواهُ طغاني أحسنُ الحَسَنِ
هي المدينةُ في قلبي وبي خَطَأٌ
تظلُّ تسحرُ قلبي فتنةُ المُدُنِ
خرجتُ من عَدَنٍ يا وَيْحَ ما فَعَلَتْ
بي غربتي ،
هَيْتَ !
ردُّوني إلى عَدَنِ !!
إذا رُدِدْتُ إليها عادَ لي فَرَحي
جَمَّاً ،
وإلاّ فيا بؤسي ويا حَزَني !!
ألله يا رِمْشَها !
قد باتَ ينحرُني
أم باتَ ينحرُني سيفُ ابنِ ذي يَزَنِ ؟!