فرقة حنين الفلسطينية بقيادة الفنان زيد تيّم في جولتها في الولايات المتحدة الأمريكية
بقلم : نادية ضاهر/هولندا
قبل أيام قليلة غادرتنا فرقة حنين ,عبرت بلاداً ومحيط وتوجهت للقاء أحبة هناك
حيث أقاموا بعيداً عن أرض أحبوها فعانقتهم ,غادروها فسكنتهم ,لامست قلوبهم فشغفت بحب وطن إسمه فلسطين .
إنطلقت حنين لتشارك الجالية الفلسطينية والعربية احتفالات ذكرى يوم الأرض وإحتفالية القدس عاصمة الثقافة العربية ودعماً لغزة وصمودها بدعوة وجهتها لها مؤسسة العودة في امريكا - والجالية الفلسطينية بمشاركة مؤسسة the u.s. Palestinina community network -uspcn ومؤسسة نابلس في شيكاغو.
قدَّمت الفرقة من خلال الأغاني الوطنية والموسيقى الثورية الفلسطينية والكلمة الصادقة والهادفة عروضاً متكاملة تحاكي القضية الفلسطينية بكل تفاصيلها عندما غنت لفلسطيننا الحبيبة الأبية الصامدة ,الصابرة,العزيزة ,المحتسبة أمرها إلى الله تعالى ,فلسطين الأسيرة ,المغتصبة,الساكنة في أعماق أحبتها ووجدانهم (غنيلي يا حادي آه محلا بلادي-ع البيادر ولكروم وسما الزرقة ولنجوم – ديوك الصبح تنادي ديوك الصبح تنادي).
ولبَّت الجالية الفلسطينية والعربية النداء والدعوة وحضرت لتشارك حنين عرسها وكلها حنين لفلسطين والعودة لأحضانها والتمرغ بترابها, لبّى الأحفاد النداء وأياديهم قابضة على مفاتيح العودة... مفاتيح منازل غادرها الأجداد مكرهين فأسكنوها ضميرهم ووجدانهم ,لبّوا النداء وحضروا للمشاركة رغم القهر والحزن ورياح الغدرالهابة عليهم من كل حدب وصوب.
لقد أقامت حنين عروضها في العديد من ولايات الولايات المتحدة الأمريكية
سان فرانسيسكو- نيو جيرسي- نيويورك- شيكاغو- هيوستن- يونغتون) وصدحت بـ (الدلعونة –وطريف الطول – وجفرا – وين ع رام الله – ويا جماهير ألارض المحتلة ) ,كما غنت للأسير القابع بشموخ وعزة في زنزانات المحتل لم تثنه سنين القهر عن أمل الحرية له والتحرير لأرضة الطاهرة (يا توت الدار صبرك ع الزمان إن جار- لا بد ما نعود مهما طول المشوار- يا توت الدار حلفتك بفرقتنا - خلي جناكي حمام ع الغاصب الغدار).
غنت لكل الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم ودفعوا دماءهم الطاهرة الزكية لتبقى راية فلسطين شامخة خفاقة تأبى الإستسلام , ولمن شُرد وسكن الشتات ومن أُبعد قسراً وهُجِّر ولمن بقي منهم وآثر أن تمتزج دماءه بتراب الوطن الحزين.
كما وجهت حنين دعوة من خلال أغانيها للوحدة الوطنية التي هي بداية النصر على العدو والإنتصار والتحرير ( يا ريح سلملي على اوطاني ع القدس ويافا الناصرة وبيساني)- ( انسيتك يا دار اهلي ما نسيتك يا دار,كني بنسى دمي وجرحي بنساكي يا دار).
كنت أستمع إلى الفنان المناضل زيد تيّم وهو يروي لي ما شاهده ولمسه من فهم ووعي لدى الشباب الفلسطيني الذي شاء القدر أن يولد بعيداً عن تراب الوطن ويكبر في أرض غريبة ,أخبرني عن هذا العشق العظيم الذي ينمو ويكبر معهم لحظة بلحظة ,أخبرني أن فلسطين ما زالت بخير وأنها باقية ما بقي نبض في شرايين أحبتها وأن ستون عاماً وأكثر لم تستطع أن تمحو فلسطين من ذاكرة من مضى ومن ولد بعد النكسة ,وهذا هو حال الجالية الفلسطينية سواء هنا في هولندا أم هناك في أمريكا ,أم تلك التي سكنت مخيمات صبرا وشاتيلا والبرج الشمالي ودمشق والأردن ,أم تفرقت في أنحاء العالم ,أم شردتها دبابات بوش من العراق الجريح ,المكان لم يمنعها عن حب فلسطين وحلم العودة للعيش على ترابها .
أخبرني أن الجالية العربية وقفت جنباً إلى جنب لتناصر الجالية الفلسطينية بقضيتها كما كان الحال أثناء العدوان الغاشم والحاقد على غزة وما قبل غزة ,كيف لا يكون هذا وجرحهم واحد وقضيتهم واحدة ,أبناء لبنان فلسطين ,سوريا والعراق السجين كلهم حملوا أوطانهم بقلوبهم وحملوا معه جرح لن يندمل إلا بالتحرير الكامل والشامل لكل تراب الوطن, الوطن الساكن في أعماقهم,ضمائرهم,وجدانهم,أرواحهم.
فقد اعتقد المحتل الغاصب ومن يناصره ويدافع عنه من دعاة الإستسلام والإنهزام والـتآمر والتخاذل أن ستون عاما كفيلة للقضاء على حلم العودة ,والاستسلام للأمر الواقع الذي حاصرونا به .إلا أن ما حصل مع فرقة حنين وما أخبرني عنه الفنان زيد تيّم أكد لي أن النصر آت آت آت إن شاء الله تعالى وأن من يعتقد أن فلسطين ستزول واهم وأنهم هم وجبروتهم وطغيانهم إلى زوال وفلسطين باقية ما دامت تنبض في قلوب أحبتها.