ممثل فلسطيني فاشل وربة منزل يشيعان البهجة مع هيفاء وهبي في صباح العربية

محمد أبوعبيد وراوية العلمي

بعد ليلة كبيسة بأخبار الحروب والكوارث، يطل وجها مقدمي "صباح العربية" محمد أبوعبيد وراوية العلمي بابتسامة متفائلة تمنح المشاهدين الإحساس بأن الدنيا بخير، وأن هناك صباحاً أفضل يستحق الحياة.

الطريف أن أبوعبيد ممثل سابق، فشل في أن يشق طريقه للنهاية بعد أن بدأه على المسرح الفلسطيني. أما راوية فتفخر بأنها ربة منزل قبل أن تكون مذيعة، وأنها تقدم مسؤوليتها كأم على عملها.

عندما أعلنت القناة الإخبارية الشهيرة عن تقديمها برنامجاً صباحياً بنكهة لم يعتدها متابعو الأحداث السياسية بتفاصيلها، استغرب البعض ورأى فيه هجوماً على الرصانة، وإخلالاً بقيم استند إليها إعلام الخبر السياسي والعسكري والرسمي في العالم العربي سنوات طويلة.

وبعد نحو 4 سنوات من انطلاق البرنامج في 27 يوليو/تموز 2005 صارت برامج الصباح الباسمة التي تبادر مشاهديها بصباحات الأنوار والفل والياسمين، جزءاً من تركيبة القنوات الخبرية العربية.

اللقاء المطول مع المطربة الشهيرة هيفاء وهبي في مارس الماضي، أعاد الجدل مرة أخرى حول "صباح العربية"، ومتطلبات قناة إخبارية تلتقي زعماء دول وسياسيين كباراً.

يرد محمد أبوعبيد: "هيفاء وهبي موجودة في حياتنا، ولا يجب أن نغطي الشمس بالغربال. نعم روّجنا لحوارنا معها، لأن الكثير يحب متابعة أخبارها. القناة الإخبارية معناها أنها معلوماتية، والأخبار ليست فقط هي التفجير والقتل والاغتيالات والتظاهرات".

يستطرد "صحافيون كثيرون اتصلوا بي وقالوا إنها أول مرة يشهدونها بصورة مختلفة، وهذا يعني أننا لعبنا دوراً في إظهار جوانبها غير المعروفة، وأنها تستطيع أن تعبر عنها بطريقة لم يعتدها الناس منها".


ضيفان خفيفا الظل

في الخامسة صباحاً بتوقيت غرينتش، الثامنة بتوقيت السعودية، وعلى مدى ساعتين كاملتين يومياً ما عدا الخميس والجمعة، تستضيف البيوت العربية التي تتهيأ لبدء يوم شاق من العمل والأحداث، ضيفيها خفيفي الظل محمد أبوعبيد وراوية العلمي.

تقول راوية "أعطينا المشاهد ما يحتاجه في قناة إخبارية، برنامجاً يتعامل مع كل مناحي الحياة. نحكي بصورة بسيطة وليست سطحية، وفي نفس الوقت نلقي الضوء على أجزاء كبيرة من حياة المشاهد العربي".

راوية العلمي ابنة القدس تفتحت عيناها على أسوارها ومبانيها العتيقة، قبل أن ترحل إلى بريطانيا للحصول على البكالوريوس والماجستير في القانون. عادت لمدينتها لتعمل في بعض الصحف، فمراسلة للقسم العربي في "البي بي سي"، ثم خرجت مرة ثانية ولكن هذه المرة إلى دبي حيث عملت في إذاعة "إم بي سي إف إم" ومنها مقدمة برنامج الطبعة الأخيرة في "العربية".

راوية تقول إن البعض رأى فيها شخصية جادة تلائمها أكثر أن تكون مذيعة أخبار، لكنهم اكتشفوا من خلال "صباح العربية" أن فيها جانباً مرحاً مبتسماً، "أحسست بالحرية أكثر، كأني تحررت من بعض القيود والجدية في الخبر السياسي، إلى مساحة أبين فيها شخصيتي وأكون على طبيعتي. إنه تحول سلس وجميل بالنسبة لي".


العذراء والشعر الأبيض


خلف شعر محمد أبوعبيد الأبيض الذي يقول إنه أصبح ماركة تجارية بعد إطلالته من شاشة العربية، عذراء اسمها "الفصحى".. يخاف على عذريتها، ويسعى لأن تظل صبية نابضة بالربيع المتجدد.

يقول أبوعبيد "يلقبونني بنصير الاثنتين.. المرأة واللغة. فكما أدافع عن اللغة، أدافع عن المرأة وحقوقها كأم وأخت وزوجة وحبيبة وعشيقة وابنة".

ورغم حبه الجارف للمرأة فهو غير متزوج، "يبدو أنني سأبقى كذلك. في اختياري لشريكة حياتي، أظل دقيقاً وحذراً وعندي الكثير من الحيطة، فأنا أخاف من الطلاق، والزواج سبب كاف له".

أما زميلته راوية فهي متزوجة وأم لطفل عمره سنتان، "أحب بيتي ويأتي في أول أولوياتي. عملي مهم جدا لكنه يأتي بعده، وهذا شيء أفخر به. أنا اجتماعية بحدود، أقضي معظم وقتي في البيت مع ابني. أطبخ واقرأ وألعب رياضة، وأركز على الجانب الصحي من حياتي".

كاد أبوعبيد أن يكون ممثلاً، "مثلت مرتين على المسرح، إحداهما بالعربية والثانية بالانجليزية، وحبي للتمثيل سبق الاعلام. وبعد إطلالتي على (العربية) عُرض عليّ عملان رفضتهما. فهذه المسألة ليست سهلة، مذيع الأخبار لا يمكن أن يكون ممثلاً، ومع هذا فإن الموضوع مؤجل وليس ملغياً".

يستعد أبوعبيد لإصدار ديوانه الشعري الأول، "تأخرت عنه رغم بدايتي الشعرية المبكرة، كنت أشعر دائماً بأن شعري يحتاج المزيد من النضج وبعدم قدرتي عليه حتى تثبت براءتي كأنني في محكمة".

كتب يوماً في "العربية.نت" مقالاً بعنوان "شريعة ذكورابي" بصدد إنجازه حالياً في قصيدة ستكون ضمن ديوانه القادم "لتوثيق هذا المصطلح الذي أتيت به ولم يسبقني إليه أحد، ويتحدث عن واقع المرأة المريض في مجتمعاتنا".


قصيدة مسروقة

أبوعبيد حزين على قصيدة سُرقت منه لا يدري كيف، لكنه رآها متداولة على الانترنت دون ذكر صاحبها، يقول مطلعها:

إذا ما كنتِ آسرةً فؤاد متيم ٍ
وظننتِ نفسَك في الدُجى قمراً
فإني الشمسُ إنْ أشرقتُ أخْفِ الليلَ والقمرا
وألْغِ البرد َوالمطرا
فقد كنتُ الذي وضع الأصولَ لكل عشقٍ
ثم قد فسرتُ هذا العشقَ تفسيراً
وعلمتُ النساءَ الحُبَ من بعد الرجالِ
فإنّ ما ارتابوا به وجدوه في كتبي
مراجع في حلول الشك والرِيَبِ
وإني مجلسُ الشورى..

أبوعبيد وراوية يتفقان على أن تقديم "صباح العربية" ليس بالأمر الهين، فالضيوف متنوعون، ويحتاج الأمر إلى إعداد وبحث.

تستمتع راوية لملاحظات زوجها الذي قد يتابع نصف البرنامج إذا تصادف وتأخر أحياناً عن الخروج إلى عمله، "أسأله دائماً عن رأيه، وهو دائماً قاسٍ معي في هذا الموضوع".

محمد أبوعبيد خطاط وعازف لآلة الساكسفون، "بدأت موهبتي مع الخط وأنا في الثامنة، يعز في نفسي ألا أجد وقتاً لأكتب لوحة أقوم بعرضها. المعرض الوحيد الذي عملته للوحاتي كان عام 1996 وأطلقت عليه اسم المعرض اليتيم".